قرأت فيما
قرأت أن قيمة الشيء والرغبة في الحصول عليه تصل
لذروتها قبل تحقيقه، وعند تحقيق الهدف والوصول
للمبتغى تقل قيمة هذا الشيء. مثل أن تحلم بشراء
سيارة العمر، وتجد نفسك متحمسًا لركوبها، لكني
أراهنك أنك بعد امتلاكها ومرور بضعة شهور، ستتعود
عليها وتنسى أنها كانت في يوم من الأيام حلمًا.
هكذا هو مرض الاعتياد آفة هذا العصر.
زيارة
البرازيل كانت أشبه بالحلم البعيد، كانت
أرضًا مجهولة وعالمًا آخر أود اكتشافه. كحال
البعض، نعرف البرازيل برقصة السامبا وكرة القدم
الشاطئية ومدينة ريو دي جانيرو. كان لدينا
صديق برازيلي يُدعى دييغو، لم يكن يرقص السامبا
ولم يكن مهتمًا بكرة القدم، لكنه كان قريبًا من
طباعنا. كان يلمّح دائمًا بأن البرازيل أعمق من
تصوراتنا بكثير .
ظلت فكرة
زيارة البرازيل مستعمرة أفكاري لوقت طويل. كل بلد
أوروبي أزوره، أعود لأقول لا جديد. عنصر الدهشة هو
ما يحيي الطفل الذي بداخلك، وأحد عيوب العواصم
الأوروبية أنها
تتشابه، على الأقل في المباني والتاريخ، فيختفي
عنصر الدهشة كلما تشابهت الأماكن والقصص.
كنت أعلم أن
البرازيل دولة لها طباعها الخاصة، فتمتلك الكرنفال
وأنهار الأمازون والقهوة. وأعرف أن ريو دي جانيرو
هي المدينة الأشهر هناك، حيث تحتضن المسيح المخلص
على أعتى جبالها، وفي جانبها الآخر تمتد شواطئ
كوبا كابانا التي يرتادها الزوار من كافة أنحاء
العالم.
أبرز الأسئلة التي دارت في ذهني
قبل حجز الطائرة لم تكن " هل البلد آمن؟ هل سأجد
ما كنت
أبحث عنه؟ هل ستلاحقني متلازمة تمني الشيء ولعنة
الحصول عليه إذا عدت؟ " بل كان جل الأسئلة تدور
حول: كم بإمكاني أن أجلس هناك؟ وكم المدة التي
سأخصصها لكل مدينة؟ وهل بإمكاني زيارة أكبر مساحة
ممكنة من هذه الدولة الضخمة؟ وما هي أفضل طريقة
للانخراط مع الناس هناك؟.