تعرف «الفومو» على أنها حالة القلق التي تصيب الأشخاص وتشعرهم بأنهم يفوتون الكثير من التجارب والمتعة بالأخص عند تصفح «السوشال ميديا» ووفقًا لمقالة نشرتها مجلة بوسطن فإن مصطلح «الفومو» (Fear of missing out) فسر لأول مرة عام 2000 من قبل استراتيجي تسويق يُدعى «دان هيرمان» ولكن استغرق الأمر سنوات عديدة لكي يتطور هذا المفهوم. الآن أصبحت (FOMO) موجودة بشكل مفاجئ في كل مكان.
تشير الدراسات إلى أن حوالي %70 من البالغين في البلدان المتقدمة يعانون من الشعور المخيف والمستهلك للوقت، الذي يعني أن هناك شيئًا يحدث وأنهم ليسوا جزءًا منه.
تصيب «الفومو» جميع الأعمار وقد يرتبط مدى تأثيرها على الفرد بمعدل استخدامه للــ «السوشال ميديا» ومدى انخراطه وتفاعله معها كما تعزز عوامل أخرى شدة تأثير الفومو مثل مدى رضا الشخص عن حياته وأدائه في الحياة، وافتقاره للثقة بالنفص والأمان النفسي أو حتى وعيه بالمشاعر ومسبباتها. الوعي بوجود متلازمة «الفومو» قد ينقذك من دوامة حزن ولو مزعجة تعطّل سير حياتك.
تطول المقالات والأبحاث العلمية المنشورة على الانترنت عن متلازمة «الفومو» التي تفاهم انتشارها مع وجود «السوشال ميديا». شخصيًا بعد معرفتي بهذه المتلازمة واطلاعي عليها وإدراكي بأن جميع المنخرطين في العوالم الافتراضية قد أصيبوا ولو للحظات بها كانت تلك نقطة التحول وتغير طريقتي في التعامل مع حياتي الافتراضية وفصلها عن حياتي الواقعية وموازنة الشعور بالمصطلح النقيض والذي يُدعى متعة التفويت (Joy of missing out).
ليس علينا أن نكون على معرفة بكل ما يحصل في العالم على الدوام، لا بأس إن فوّتنا مؤتمرًا مفيدًا لأننا لسنا في مزاج جيد، أو اعتذرنا عن حضور حفلة لصديق لنقضي وقتًا أطول مع أسرتنا، أو لم نزر المقهى الذي يتحدث عنه الجميع لأنه ببساطة شديدة لا يناسب ذائقتنا، أو فوتنا أمسية شعرية لأنه الوقت والمسافة لا تسعفنا لحضورها.
استمتع بواقعك الذي تختاره بعيدًا عن هوس فوات الفرص فما قدره الله لك من المتعة والتجارب المثرية ستحصل عليه دون ذلك الضغط الهائل الذي تعرض نفسك له ويفقدك لذة لحظتك الحالية.