غالبًا ما تؤثر الحياة في المدن الكبرى بشكل عام، وفي مدينة الرياض بشكل خاص، على الصحة النفسية بعدة طرق، سواء بسبب الوتيرة المتواصلة للجداول الزمنية المزدحمة، أو بسبب زحمة الشوارع. الحياة بهذا النمط حتمًا تؤدي إلى الإجهاد المزمن، إضافةً إلى أن الجداول الزمنية المزدحمة تصعب علينا توازن العمل والحياة، ويكون من الصعب إيجاد الوقت للاسترخاء والانفصال تمامًا عن الضغوطات.
لا يملك الكثيرون رفاهية الإجازات الكثيرة والقدرة على السفر عدة مرات في السنة. مما يجعل الشخص يضطر إلى اختيار الوجهات الأكثر أهمية لديه في تلك الإجازات. ونادراً ما تتسم تلك الوجهات بالوتيرة البطيئة التي تسمح لك بالاسترخاء فقط. فكثيرًا ما يصاب ذلك المسافر المنهك من ضغط العمل بما يسمى بخوف الفوات (FOMO) ويقوم بتصميم جدول مزدحم في سفرته مشابه جدًا لجدوله المزدحم في الرياض، بالرغم من أنه يعلم جيدًا أن ما يحتاجه فعلاً هو الهدوء والاسترخاء فقط
سيكون من الجميل جدًا لو كانت هناك مدينة صغيرة ريفية هادئة قريبة من الرياض بمسافة ساعات قليلة بالسيارة، نذهب إليها لقضاء عطلة نهاية الأسبوع فقط، لننعم بشيء من الهدوء في وسط أيامنا المزدحمة، دون أن نضطر إلى صرف يوم واحد من رصيد إجازاتنا أو دفع تكلفة كبيرة. العجيب في الموضوع أن تلك المدينة لطالما كانت على مرأى من العين ولم يسبق لي أن أراها بتلك الطريقة مسبقاً!