السفر المواز في المصطلحات والكلمات إحدى جماليات إعداد نشرة أرحال، والأسبوع الماضي تعرفت على فرع من فروع علم النفس يُدعى (علم النفس السياحي/ علم نفس السفر) = Travel Psychology، وهو مُصطلح يعني دراسة وتطبيق تأثر أفكار ومشاعر وسلوكيات الأفراد بتجارب السفر، وكيفية تأثيرها في رفاهية الفرد والمجتمع، والجميل أنني وجدت مدونة كاملة تُديرها ثلاث طبيبات بريطانيات، هذه المدونة خاصة بعلم نفس السفر والموضوعات المتعلقة به، لمساعدة القراء على رحلات أكثر سكينة واستمتاعًا.
إذًا: كيف يساعدنا علم نفس السفر على الاستمتاع بتجاربنا في استكشاف المدن، والسياحة عبر المعمورة؟ من خلال كل المقالات التي قرأتها عن هذا الموضوع أتخيل أن الإجابة هي: التعود على النظر إلى الرحلة باللون الوردي، حتى لو كانت أسوأ تجربة قد تحظى بها.
فأنت عندما تعرف سيكولوجية السفر، ستتمكن من تحويل ما يمكن أن تشعر وأنه تجربة سلبية إلى خبرة إيجابية، قد تتذكرها مع أصدقاء الرحلة بعد مرور الوقت وأنتم تتندرون على تلك الأيام، أو تُرددها في جمعة العائلة وأنت تضحك، لكن الأجمل هو تلك الصفات التي قد تكتسبها، أو حتى تكتشفها في نفسك إن قررت تحويل التجربة السيئة لخبرة مُلهمة. كيف؟
علم نفس السفر يقول لك أنظر للجانب الإيجابي، ما يعني أنه يُمكنك من مشاعرك ويراك سيد قرارك ومالكًا لقدرة اختيار شعورك وردة فعلك، وهذا بالوقت سيكون كفيلًا بتعويدك على التحكم في مشاعرك و(توسيع صدرك)، حتى وأنت لست مسافرًا، لذلك لا أستغرب من يقول أن فلان وسيع صدر وعرفت أن هذا الفلان كثيرًا ما يُسافر.
ومع ثقة علم النفس في قدرتك على إدارة مشاعرك، هو أيضًا يوسع من ثقته فيك= ثقتك من نفسك، ومن قدرة فضولك على منحك مزيدًا من الاستمتاع بالرحلة، ففضولك هنا لن يكون خطرًا عليك، ولن يدفعك للذهاب لأماكن مخيفة أو التعرض لتجارب غير آمنة، فضولك أيضًا سيجعلك منفتحًا للحديث مع أهل البلد والتعرف على ثقافتهم الغريبة عن ثقافتك، والتمعن فيها وفهمها، وربما حتى الاستفادة منها، وكل هذا بالوقت سيؤدي بك للثقة في نفسك وفي صوتك الداخلي؛ فأنت تعرف جيدًا ما هو المناسب لك.
علم نفس السفر يساعدك على السفر بقلق أقل وبقلبٍ أخف؛ فالسفر في النهاية تجربة قد تكون رائعة وقد تكون سيئة، لكنها في الحالتين تمنحك الخبرة، والأجمل أنه يُذكرك بضرورة أن تحظى ببعض الوقت لنفسك، مع نفسك، بعيدًا عن رتابة أيامك وكثرة مهامك.