في عام 2002 خرج إلى النور مؤّلف سكوت ج. باريس، ومليسا جاي. ميرسير Finding Self in Objects: Identity Exploration in Museums، والذي يتناول كيفية تفاعل البشر مع المتاحف، وكيف أننا قد نُفسر القطع الفنية أو الأثرية التي نراها في المتحف من خلال خلفياتنا النفسية والثقافية، وربما لهذا السبب
صورتنا النمطية عن المتاحف أنها مبنى كبير، يحتوي على قاعات عرض مؤمّنة، وتتناثر فيها (فتارين) زجاجية تُرينا ما بداخلها، وتمنعنا من لمسها أو التمعن فيها حفاظًا على الأثر (لأننا نختلف في فهمه وبالتالي قد تختلف طرقنا في التعامل المباشر معه)، لكن يختلف الأمر تمامًا في (المتاحف المفتوحة).
مسمى مُتحف مفتوح يُطلق على الأماكن ذات الطابع الأثري والإنساني، والتي تمتد لمساحة كبيرة (شارع مثلًا) وتحتوي على الكثير من المنشآت أو الآثار، مع إمكانية أن تتجول فيها ببساطة وحرية، ولهذا فنحن قادرون فيها على التعرف إلى أنفسنا أكثر، لأننا المُرشد والرقيب.
تتعرف إلى نفسك في المتاحف المفتوحة بينما تظن أنك تتعرف إلى الأثر أو المكان، راقب نفسك وأنت تسير في متحف مفتوح وستجد أنك منجذب للمس مبنى دون سواه، وأنك تقف مُتمعنًا وتشعر بالفضول أمام تمثال بعينه، وستحاول قراءة نص مكتوبًا على حجر شعرت بانجذابٍ إليه دونًا عن غيره، في المتحف المفتوح أنت قادر تمامًا وبحق على الاقتراب والمشاهدة والاستكشاف وحتى اللمس، دون مرشد أو نصوص تعريفية مكتوبة على (كارد) مُلحق بالمبنى أو الأثر، وقادر تمامًا على قياس نظرتك للأثر وللزمن وللإبداع البشري، وقياس مدى تقبلك للاختلاف من خلال قياسك لمشاعرك تجاه حضارة تختلف معها فكريًا، والأهم أنك قد تتعرف إلى لغة الحجر، وستعثر على تعريفك الخاص عن الفن والقيمة.