في البطولات الرياضية، وبالذات في بطولات كرة القدم، نستطيع مُشاهدة المدن وهي (تهتز) مع كل هدف أو ركلة ترجيح تدخل في مرمى الفريق الآخر، ومع احتفالات المشجعين من كل أنحاء العالم بفوز فرقهم، ومع خطواتهم المُستكشفة لتلك المدن في غير أوقات المباريات.
في نسخة كأس العالم عام 2018، والتي احتضنتها روسيا، استطاع العالم التعرف عن قرب على روح المدن الروسية وثقافتها المتنوعة، ويمكن القول أن نظرة العالم النمطية لروسيا على أنها دولة متقشفة قد تبدلت كثيرًا مع المونديال، ومع تجارب المشجعين الذين سافروا من أنحاء العالم إلى المدن الروسية، وساروا فيها وتجولوا في مزاراتها السياحية وأسواقها وساحاتها، وجربوا مواصلاتها العامة وخطوط الميترو، وكيف أصبحت موسكو وسانت بطرسبرغ وكالينينقراد بعدها مدن مُفضلة للكثيرين منهم، بعد أن كان مجرد ذكرها يستحضر صورة موحشة وكئيبة، ولامسنا نفس الشيء في مونديال قطر، فالصورة النمطية التي صدرها الإعلام الغربي عن قطر كانت مختلفة تمامًا عن الواقع الذي لمسه المشجعون والصحافيون الأجانب في قطر، ونقلوه عبر تدويناتهم، ومن خلال المقاطع القصيرة التي انتشرت وقتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
عندما نُشاهد عبر شاشات التليفزيون البث المباشر لحفلات افتتاح كأس العالم، أو الألعاب الأوليمبية، نحن ننتظر إبهارًا مصبوغًا بثقافة البلد المضيف، ونفس الشيء سيلمسه المُسافر للتشجيع، فهو سيُسافر مرة من أجل مساندة فريقه، ومرة أخرى موازية في روح المدينة التي تحتضن البطولة، وفي التدوينات التي توجه القراء لكيفية لتخطيط رحلاتهم لحضور كأس العالم، لا بد وأن تجد استكشاف المدن ضمن فعاليات الرحلة.
ولو قررت تجربة تصفح أخبار النسخة القادمة من كأس العام 2026 المُقامة في كندا وأمريكا والمكسيك، ستجد أن موقع الفيفا اهتم هو الآخر بتعريف زواره على المدن المضيفة للمباريات، ومن خلال خيار (زيارة المدينة) سينتقل الزائر بمجرد أن يضغط عليه إلى صفحة تحتوي على نبذة تعريفية بها، أو صفحة فيسبوك أنشأها فيفا من أجل نشر أخبار المدينة المتعلقة بتحضيراتها للبطولة.
اخترت لكم أتلانتا.