السفر ليس مجرد زيارة مكان جديد، بل تجربة نفسية في المقام الأول؛ أنت تتأثر حتمًا بما تشاهده من مناظر جميلة أو غريبة أو غير مألوفة، وكل هذا يجعلك تتفكر في الحياة، واختلاف البشر، وجمالية التعايش. في السفر يمكن لأي شيء أن يُلهمك ويدفعك للبحث عن الأصل، بدءًا من اللغة والمذاقات، مرورًا بالأماكن والسكان المحليين.
أُمرر لك بعض الأفكار التي قد تجعلك تتصل بروح المدينة، وتتعرف على روح أهلها، ولو أنك تُحب مشاركتنا بخبرتك أو بالتقاطات عينك في أثناء رحلتك، نسعد بك، وأكثر.
1- تسوق من السوق الشعبية:
لدي قناعة قديمة أن المدينة تبدأ من السوق؛ في الواقع السوق الشعبية كانت مدخلي لفهم ثقافة السعودية عندما أقمّت فيها لأشهر، السوق دليل إرشادي عن أهل البلاد، وعاداتهم، وحكاياتهم، وروائحهم، ومذاقاتهم، لا أنسى تجربتي الدافئة في سوق الحب عندما كُنت في الدمام، وعلى الأغلب كلنا تعلقنا بسوق الحميدية في دمشق، والمباركية في الكويت من المسلسلات وصور الأصدقاء في حسابات انستقرام، ومن يأتي القاهرة، ويزور خان الخليلي يشعر أنه لامس فيه (روح مصر).. روح مدينة تسكن في السوق الشعبية دومًا.
فلو كنت ذاهبًا لباريس، جرب التصفح هنا، وستجد أسواق شعبية بإنتظار تجربتك فيها.
2- لا تتردد في حضور الاحتفالات الشعبية:
الكرنفالات والاحتفالات الشعبية تسود العديد من دول أوروبا؛ أنشطة بشرية حافلة كلما قرأت عنها أو شاهدت فيديو يصورها، شعرت أنها مواسم فرح وبهجة خاصة بالمدينة؛ طابع فرح مميز لمدينة كاملة تبتهج بطريقتها.
إن كنت ذاهبًا لباريس، الق نظرة هنا، وحاول تنظيم موعد سفرك مع واحدة من المهرجانات الباريسية اللطيفة.
3- لا تنسى المرور بأكشاك الكتب الباريسية:
عرفت هذه الأكشاك العام الماضي بالمصادفة، عندما قرأت عن اعتزام بلدية باريس نقلها لدواعٍ أمنية تتعلق بعملية تأمين الألعاب الأوليمبية، هذه الأكشاك وحدها تاريخ، وهي موجودة في مشهد المدينة منذ حوالي 450 عامًا، تبيع الكتب والمجلات، ووجودها بلونها الأخضر الظريف مشهد مؤنس، حاول أن لا يفوتك.
4- جرب التنقل في المواصلات العامة:
أسكن الإسكندرية، ورُغم شُح ركوبي للترام في السنوات الخمس الأخيرة، إلا أنني استمتع فعلًا إن كان لدي وقت ومزاج، وقررت ركوب الترام أو الباص مفتوحة السقف بلونها الأحمر، التي تجوب الكورنيش السكندري من بدايته لنهايته، أحيانًا كثيرة يُصادفني سياح، بعضهم يبتسم، بعضهم يلتقط الصور، وبعضهم ودود كفاية ليتحدث معي عن تاريخ المدينة والعيش فيها وتجربته في السفر إلى بلدي، لذلك أتخيل أن ميترو باريس من التجارب التي قد تُنعش سفرتك، وستضعك في محاولة ظريفة لاستقراء حكايات أصحاب المدينة وأهلها؛ سواء تحدثت معهم، أو تخيلت حكاياهم من وجوههم. لو قررت زيارة ديزني لاند الباريسية، حاول الذهاب إليها عبر الميترو.