لعل كثيرًا من الآثار التي تسببت فيها خاصية الفيديوهات القصيرة بادية بشكل أو بآخر في أيامنا الطبيعية، آثار نلاحظها في أنفسنا أو لا نلاحظها، مرورًا بالتقلبات المزاجية، إذ خلقت تلك المقاطع القصيرة بمحتوياتها المختلفة دوامة من المشاعر المختلطة دون حدود في أقل من دقيقة، وقد لاحظتُ شخصيًا ذلك عندما شاهدتُ «ريل» حزين أشعرني بالاستياء ليقفز «ريل» آخر يليه يضحكني بصوت مرتفع، حينها أدركت حجم التغيير المزاجي السريع الذي حصل لي في دقيقة.
كما لاحظت عند مشاهدتي للأفلام مع أصدقائي أو أفراد أسرتي أنه لم يكن بوسع أي منا أن يكمل الفيلم دون أن يتوقف لدقيقة للتنقل بين مقاطع الفيديو القصيرة على هاتفه الجوال رغم أنه كان هناك وقت مخصص للاستمتاع والمشاهدة إلا أن تصفح مقاطع الفيديو القصيرة كان له سيطرة أكبر على بث المتعة بداخلهم.
ويزعم الخبراء أن تدفق الدوبامين الناتج عن مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة اللانهائية يجعل من الصعب على المشاهدين من الجيل الشاب تحويل انتباههم إلى مقاطع فيديو أطول أو أنشطة تتحرك ببطء أكثر.
أضف إلى ذلك أن تلك المقاطع القصيرة تودع قلة الصبر والتشتت في الأذهان، فلم يعد باستطاعة الفرد أن يشاهد مقطع فيديو يحوي معلومات لأكثر من (10) دقائق لأنه اعتاد أنه بمقدوره التنقل بين (10) مقاطع قصيرة بمختلف مواضيعها ومشاعرها في مثل تلك الفترة أو حتى أقل فأصبح من الصعب التركيز في شيء واحد بمحتوى واحد لوقت طويل.