هل سبق وتحدث مع نفسك بصوت مرتفع، سواء ناقشت موضوعا معينًا مع نفسك أو تذمرت من حدث ما؟
إذا كانت إجابتك نعم ، فأنت لست وحدك.
الحديث مع النفس هي سمة إنسانية طبيعية وقد تختلف من شخص إلى آخر، فعندما يجري الناس محادثات في رؤوسهم، يعرف ذلك باسم "الكلام الداخلي". وعندما يفعلون ذلك بصوت مسموع، يطلق عليه الحديث الذاتي.
يقول تشارلز فيرنيهوف (أستاذ علم النفس بجامعة دورهام في إنجلترا): "تشير الدراسات إلى أن الحديث الذاتي يبلغ ذروته في مرحلة الطفولة المبكرة، وفي منتصف العمر، يستعيد الكثير منا هذه العادة مرة أخرى".
على الرغم من أن البعض قد يجدها عادة غريبة تدل على الجنون إلى أنها في الواقع عادة طبيعية جدًا بل وحتى مفيدة، ويضيف الدكتور فيرنيهوف أن التحدث إلى أنفسنا يخدم مجموعة متنوعة من الأهداف. فيمكن أن يهدئ القلق ويزيد من الحوافز النفسية إضافة إلى أنه يمكن أن يساعدك على التخطيط بشكل أدق.
وبحسب الدكتور كروس، فإن التعبير عن الأفكار بصوت مرتفع يساعدك على حل المشكلات وإدارة المحادثات الشائكة، وينشط أيضًا ما يعرف بالذاكرة العاملة اللفظية، وذلك يساعدك على تخزين المعلومات البسيطة مثل قوائم التسوق أو الجداول الزمنية في ذهنك لمدة أطول قليلًا. وإذا كنت تبحث عن شيء ما في محل بقالة، على سبيل المثال، فإن تسمية العنصر -بصوت عال- قد يساعدك في العثور عليه بشكل أسرع.
الحديث مع النفس أداة فعالة لفهم الذات وتطويرها والتخلص من الأفكار المبعثرة، لكن من الممكن أن يكون ضارًا إذا كان الحديث سلبيًا باستمرار ويتضمن نقدًا ذاتيًا لاذعًا ومستمرًا،
فكن دقيقًا في اختيار الكلمات حتى في الحديث مع نفسك.