لقد عشتَ كإنسان في ظروف جغرافية ومناخية صعبة جدًا. عشتَ بين الحيوانات المفترسة، والظواهر الطبيعية المدمرة والظروف المناخية القاتلة، ولكنك نجوت. وللنجاة كان لا بد من أن يطور جسدك قدرات فتاكة لمقاومة جميع ما سبق. وإحدى تلك القدرات هي استجابة الكر والفر (Fight-or-Flight response).
ما هي استجابة الكر والفر؟
استجابة عامة للجسم في الطوارئ، وتشمل تحفيز مكثف للجهاز العصبي الودي(الجَهازُ العَصَبِيُّ المُسْتَقِلّ) والغدة الكظرية، وهناك مجموعة من التغيرات الفسيولوجية، (مثل الزيادة في معدل ضربات القلب والشرايين وضغط الدم ومعدل السكر في الدم )، يسببها الجهاز العصبي الودي لجعل أجهزة الجسم تستجيب للتوتر العصبي، وتُسمى أيضًا نظرية الطوارئ أو نظرية كانون أو تفاعل المحاربة أو الفرار.
اليوم في العالم المدني تغيّرَ أسلوب الحياة، لكن جسدك لا يزال يحمل نفس الصفحة البرمجية لذلك الإنسان القديم. فعند تعرضك لتحرش، أو محاولة اغتصاب، او تنمر بشكل مستمر. يتفاعل بنفس الشكل ويجمع كل قواه ويحاول أن يحميك من هذا الخطر. ومن الممكن أن يكون مَن يشكل هذا الخطر هو معلمك في المدرسة، أو أحد أبويك وغيرهم من الأشخاص الذين لا تستطيع التعبير عن ردة فعلك تجاههم. ماذا يحدث حينها؟
التحفيز المكثف من جهازك العصبي مصمم على أن تقوم بردة فعل، وحين اضطهاد ردة الفعل لظرف ما، يتخزن الشعور في المنطقة المحددة من الجسد كذاكرة عضلية وهذا مايسمى (Trauma) أو الصدمة.
كيف نهدئ من الجهاز العصبي واستجابات الكر والفر في عالم مليء بالضوضاء والكثير من المدخلات؟
من أجل هذا يُوصي الخبراء بمشاركة التجارب في مجموعات الدعم والمساندة وممارسة التأمل والرياضة وتحسين جودة النوم والانخراط في حصص تنفس عميقة.