بالنسبة لقلب الأب، هناك وقت في الحياة يمثل موتًا صغيرًا وأنا أستعد له منذ أن غادرتِ المنزل إلى الجامعة على بعد أميال كثيرة. هذا الوقت هو عندما يسرق كل اهتمامك رجل آخر ليصير كل أولوياتك. هذا جيد وصعب بالنسبة لي في نفس الوقت. ومن المؤكد أن كل أب -مهما كان بعيد- يأمل من أعماقه أن يكون هذا التحول هو الأسعد والأكمل والأكثر إثمارًا لابنته.
لا يمكننا التحكم في المستقبل، ولا أرغب في التحكم بمستقبلك، أنت كما أنت، لذا فأن ما أنا على وشك قوله ليس توجيه حياتك، ولكنه يأتي من أعماق قلبي، وسنوات من «النشأة» جنبًا إلى جنب مع أمك.
أود أن أخبرك عن طريقة يمكنكِ من خلالهما العثور على رجل صالح والاستعداد للتوافق معه لبقية حياتك.
تعرفي على نفسك
قبل زواجي من أمك، لم أكن أعرف نفسي جيدًا، ولا أعتقد أنها تعرف نفسها جيدًا. لكننا فعلناها بفضل الإرادة القوية لجعل الأمور تسير على ما يرام بغض النظر عما بقينا معًا. كان علينا أن نقوم بعملٍ شاق تكاسلنا عن فعله في جزء ما من حياتنا، حتى قبل رؤيتها لأول مرة. وأعني بذلك العمل على اكتشاف ما بداخلنا والذي يجعلنا نفكر بما نعتقد، ونشعر بما نشعر به، ونفعل ما نفعله. لقد تشاجرنا كثيرًا قبل أن نبدأ في اكتشاف بعضنا.
كل امرأة لديها جروح وندوب، إذا لم تُعالج، فيمكن أن تعيق علاقتها بنفسها وبالآخرين. ويرجع ذلك جزئيًا إلى ما لم يفعله الآباء مثلي كما ينبغي. أنت أيضًا لديك ندوب، وذلك أيضًا بسبب الطريقة التي تتحدث فيها ثقافتنا إليك بضغطٍ هائل، حول هويتك وما يجب عليك فعله.
للعثور على الرجل المناسب، يجب أن يكون لديك حكم جيد، والذي يأتي من المعرفة السليمة والثقة في هويتك. لكي تكوني قادرةً على العطاء له أو التجاوب معه، ستحتاجين إلى معرفة كيف يكون العطاء لنفسك. ولكي تسامحيه، عليك أن تعرفي كيف تسامحي نفسك.