حينما نتحدث عن الجذور، نتحدث عن أجدادنا وأجداد أجدادنا، ذلك الامتداد الذي يضرب عميقًا في أرض ما، يتوغل فيها ويتوحد معها، لا يمكن للأوراق أن تختلف تمامًا عن طبيعة الجذور، لذلك الإنسان محكوم بسلالته تلك التي يتوارث منها جيناته المسؤولة عن تكوينه الجسدي والفكري، نحن نتاج جيناتنا عبر امتداد من الأجيال، تلك الأجيال التي تشكلت ذاتها واندمجت من المكان التي عاشت فيه وامتدت جذورها عبره. لذلك ارتباط الإنسان وتعلقه بوطنه هو ارتباطه وتعلقه بذاته. وهذا يلخص هوية الإنسان التي يكون الوطن جزءًا أساسيًا فيها، بجانب عددٍ من المكونات الأخرى.
الوطن هو كل شيء تعرفه، ويشكل جزءًا من شخصية الإنسان المتوارثة عبر أجيال من الأجداد تشكلت ذواتهم من الوطن؛ حيث الطقس والعادات والتقاليد والمفاهيم وصفات وتراث وأسماء ومناطق وأساطير وحكايات وقضايا وحقوق، كل هذا شكّل وجدانك المتوارث عبر مئات من السنين، لذلك كل الجذور لا يمكن أن نغيّرها، فتظل أوطاننا باعتبارها أرض الجذور الأولى، هو المكان الملائم لذاتنا، يمكن أن تتأقلم عبر سنوات طويلة في حياتك في أرضٍ ليست أرض جذورك، ولكن لن يمكنك أبدًا تغيير جيناتك المتوارثة، وسيرة أجدادك التي شكلت وجدانك، حتى لو لم تزر أرض الجذور مطلقًا فذرات ترابها سرتْ في دماء أجدادك والتي هي دماؤك.
المزيد من هذه المقالة