في زمن ساد فيه مفهوم «أنا ومن بعدي الطوفان» تذكر أن تشذ عن تلك القاعدة التي جاءت مخالفة لإنسانيتك فجزء من تأويلات كونك «إنسان» هو أن تستأنس بمن هم حولك، التفت لهم، تفقد أحوالهم وعانق بكلماتك أرواحهم وأحيي ذكرياتك معه.
يبدو اليوم مناسب لخلق محادثة خفيفة وتجاذب أطراف حديث عفوي، ألا توافقني الرأي؟
🌻 تدوينة النشرة
هنا تدوينة النشرة الحصرية كل أسبوع.
«خوارزميات السعادة» | تكتبها (هاجر حسين) في الاتساع الروحي
في الآونة الأخيرة ترددتْ على مسامعي سواء من أصدقائي أو أقاربي أو أفراد عائلتي جمل مختلفة السياق لكنها تحمل معنى واحدًا وهو «الحياة صايرة مملة». فكرت كثيرًا في السبب الذي قد يجعلنا جميعًا نتفق على هذه النظرة للحياة وبعد التأمل العميق في أسلوب الحياة الذي كنا نتبعه وجدت أننا نصدق باستقلاليتنا في الخيارات ولكن ما أن ننظر إلى أنفسنا عن كثب نجد أننا لسنا إلا توابع مسيرين، تملي علينا السنوات شكل سعادتنا فلا نصبح سعداء إلا بفعل ما يغلب على الظن أنه مصدر للسعادة، أو دعني أبسطها عليك أكثر بلفظ قديم «موضة السنة» وبلفظ آخر حديث «الترند»، الجميع يدرك أن السعادة مفهوم خاص وقد يختلف هذا المفهوم من شخص إلى آخر وعلى الرغم من ذلك لا زلنا نشكلها بحسب الآراء والممارسات الرائجة، أنت اليوم تزور المطعم الفلاني لأنه «ترند» وتمارس الرياضة الفلانية لأنها «ترند» وترتدي الزي الفلاني لأنه «ترند».
أنا لا أهاجمك فلا عيب في التجربة وقد تجد ما تميل له حقًا من تلك التجارب، ولكن هل فكرت يومًا في التركيز على رغباتك الحقيقية والعودة إلى أساسك الذي لم تكن لرغبات الناس عليه تأثير؟ والمقصود بهذا الأساس هو ذاتك المجردة من توقعات من هم حولك وآراء مجتمعك وهاجس القبول الاجتماعي.
أنظر إلى ما يجعلك سعيدًا حقًا، كم مرة عدت إلى منزلك بدوامة أرق لا تنتهي وشعور سيئ ورددت «والله الحياة صايرة مملة» هل فكرت يومًا ما بأن تعيد النظر فيما فعلته خلال يومك لتجد أن الحياة التي تعيشها ما هي إلا ما يمليه عليك ملايين من البشر على منصات تواصل لا تظهر لك شيء من الحقيقة.
متى كانت المرة الأخيرة التي استيقظت فيها من نومك وقررت تجربة شيء يعبر عنك، شيء تريد تعلمه، أو بعيدًا عن التعلم واستغلال الوقت على الأقل شيء يميزك عن البقية، يجعلك تعود لمنزلك بشعور راحة وسعادة حقيقي، أعطني من وقتك دقيقة وأطرح على نفسك هذا السؤال «أيش ممكن يكون الشيء اللي يسعدني سعادة حقيقية؟» وجدته؟. عظيم! هل ستنفذه أم ستنتظر إلى أن يصبح «ترند»؟
📝 مقالة في قوثاما
نشارك مع القُراء مقالةً منشورةً في منصتنا.
من الطبيعي جدًا أن يشعر المرء بالخوف، ولكن برأيي أن الخوف المبني على تجارب الآخرين لا يمت إلى المنطق بصلة، فالخوف حكم مسبق غير منطقي، أنت لم تجرب بعد، لم تختبر قدراتك، لم تر أعماق المحيط بعينيك، فكيف تحكم على التجربة قبل التجربة بالفعل؟ لا توجد تجربة يسيرة بالكامل، حتى وإن سلكت المسار السليم أثناء خوضها، من المحتمل أن تواجه بعض الصعوبات، ولكن ستجد الحلول الملائمة، ماهيتك لها دور مهم في التعامل مع هذه التحديات، واستمراريتك في محاولة فهم طبيعة التجربة ستصل بك إلى النتيجة المرضية.
لا بأس في أن تبحر في تجربة غيرك إن أردت ذلك، ولكن احذر الغوص فيها حتى لا تفسد لذة الغوص في تجربتك، أخفض توقعاتك بشكل تام حول احتمالية تشابه تجربتك مع تجربة شخص آخر، إياك والتراجع عن الانطلاق في أي تجربة نظرًا لإخفاق شخص ما فيها، نجاحك محتمل وإخفاقك أيضًا محتمل، ولكن لا تجعل تجارب غيرك مقياس لمدى قابلية نجاحك فيها بشكل مطلق، فأنت بدورك تثبت أي الاحتمالات ممكنة. أبحر في تجربتك الخاصة، ضع توقعاتك وقيم الأمر بناء على ذاتك، استمتع بمتعة التجارب الجديدة، أخرج من منطقة الراحة، واترك مجالًا لظهور عنصر المفاجأة وابدأ رحلتك الخاصة.
دائمًا ما أفضل خوض التجارب بنفسي، ودائمًا ما أحاول صنع رحلة خاصة بي في أي تجربة جديدة أنهيها بمعرفة وإجابات مبنية على ذاتي، من المهم أن ندرك أن كل فرد يملك تجربة خاصة به، مبنية على حياته، أفكاره، وأسلوبه، أولوياته، فلسفته، وتحليلاته، فهذا بدوره يبين لنا أن تجارب الآخرين لا تملك الصورة الأمثل لنا لاتخاذ أي قرار يخص ما نحن مقبلون عليه. في الواقع، بعض تجارب الآخرين قد تحمل فوائد جوهرية، ولكن خذ الفائدة منها على بعد مسافة آمنة، وضع بعين الاعتبار أن طبيعة كل فرد تصنع تجربته الخاصة.
مع تفاقم مستويات الضغط النفسي والقلق خلال العقود الأخيرة بشكل ملحوظ، لجأ العديد من الأشخاص إلى تقنيات في العلاج المعرفي السلوكي لقمع الأفكار السلبية وزيادة التفكير الإيجابي، إليك بعض تلك التقنيات الفعالة التي شاركتها الدكتورة كيرين شناك لضبط أفكارنا وإدارة مستويات القلق لدينا.
اكتب ثلاثة أشياء إيجابية إذا كنت من الأشخاص الذين يميلون للتركيز على السلبيات في كل موقف فهذا بالغالب لأن عقلك مهيئ للتعامل مع مسببات الخطر ولأن المشاعر الناتجة عن الأفكار السلبية أقوى بكثير من تلك الناتجة عن الأفكار الإيجابية، والطريقة المثلى للتعامل مع الأمر هو أن تخصص بضع دقائق يوميًا لكتابة ثلاثة أشياء إيجابية حدثت خلال يومك، على المدى الطويل سيحد التمرين من الأفكار السلبية ويحسن صحتك العقلية.
انقل تركيزك لما هو حولك قد نمر بلحظات تهاجمنا فيها أفكار سلبية ونشعر حينها باستياء بالغ، هذه المهارة ستمنحك القدرة على التحكم بقلقك وذلك عن طريق صرف انتباهك عن مصدر استيائك ونقله إلى ما هو إيجابي في محيطك الحالي، مثل رائحة عطرة تشعرك بالاسترخاء أو صوت معين أو حتى التركيز على طريقة تنفسك وشعورك حياله، مع الوقت ستعتاد على استعمال هذه التقنية تلقائيًا وتنخفض مستويات التوتر لديك تجاه أي موقف أو فكرة مزعجة.
تحدث مع نفسك بلطف البعض منا يميل لاستخدام العبارات القاسية في الحديث مع نفسه مثل «لا أستطيع إنجاز المهمة الموكلة لي» أو «أشعر أني شخص ممقوت»، من المهم أن تحدد تلك العبارات السلبية التي ترددها عن نفسك وتخلق منها توكيدات إيجابية مثل «لقد أنجزت مهام أصعب بكثير» أو «هناك العديد من الأشخاص الذين يقدرون وجودي». كتابة تلك العبارات أو تسجيلها صوتيًا والعودة لها من حين إلى آخر سيخلق لديك اتصالًا إيجابيًا وتعاطفًا أكثر مع ذاتك.
❓سؤال النشرة
نطرح عليكم سؤالًا في النشرة كل أسبوع.
عند انغماسنا في الحديث عن شيء شُغفنا به حبًا تنساب المفردات من أفواهنا بسلاسة ويعبرنا الزمن دونما نشعر.
قد نمر بلحظات نشعر فيها أننا لا نحظى بالتقدير الكافي ممن هم حولنا فتتزاحم في عقلنا أفكار سوداوية ونشكك في جدوى علاقاتنا، لكن صدقني إن أمعنت النظر في لحظات أخرى. ستجد أنهم لطالما احتفوا بقدومك وطُرِبوا لسماع صوتك وكنت بالنسبة لهم نبع سعادة لا ينضب، فأعتني بذلك النبع جيدًا ولا تجعل لشوائب الدنيا عليه سبيلًا.