الغضب
الكلمة المحرمة في قاموس المشاعر، أكثرها نبذًا
وكبتًا وتجاهلًا، في طفولتك ينهرون تعبيرك عنه
وكأنه وصمة عار لا حق لك في الشعور به، فتكبر على
فكرة تجنبه وتدفن حضوره كلما اجتاح صدرك، وضريبة
هزيمتك في إحدى المواجهات ضده هي فقدان صديق أو
قريب أو حتى وظيفة فيعتريك الندم وتلوم نفسك على
الشعور به.
قد نتفق
جميعًا على مقت لحظات الغضب لكن هل فكرت
يومًا باستخدم لحظات غضبك لصالحك عوضًا عن
إنكارها او كبتها حد الانفجار؟
وجد
العلماء في دراسة حديثة نشرت في مجلة (JPSP) أن
أداء الأشخاص للمهام الصعبة يكون أفضل في حال
شعورهم بالغضب مقارنة بأدائهم في حال الهدوء
والراحة، فقد أظهرت النتائج أن الغضب يزيد من
الجهد المبذول نحو تحقيق أي هدف منشود مما يؤدي في
كثير من الأحيان إلى نجاح أكبر، والتفسير المحتمل
لهذه النتائج هو أنهم استخدموا مشاعر الغضب كأدوات
ومحفزات لإنجاز مهامهم بطاقة أعظم.
قد تبدو
فكرة أن الغضب مفيد سخيفة وغير منطقية ويرجع ذلك
لمفهومنا الخاطئ لتفسير المشاعر والتعامل معها،
ففي الغالب نميل للتعبير عن مشاعر الفرح والحب
والحماس بينما نجحف أي مشاعر سلبية نمر بها ونربط
التعبير عنها باندلاع المشاكل وتعكير صفو الجو،
والحقيقة هو أن طريقة التعبير هي المسؤولة عن ذلك،
إذًا كيف نستخدم مشاعر الغضب لصالحنا؟
تقبّل أن
الغضب شعور طبيعي لا يحدد من أنت: في دراسة حديثة
أخرى نشرت في نفس المجلة، وجدوا فيها أن الأشخاص
الذين يصنفون المشاعر السلبية مثل الغضب والغيرة
على أنها مشاعر منبوذة وغير سوية أكثر عرضة
للإصابة بالاكتئاب مقارنةً بأولئك الذين تقبلوها
كمشاعر طبيعية لهم الحق في التعبير عنها.
الغضب لا
يعني أن تفقد أعصابك: الغضب هو شعور طبيعي وفقدان
الأعصاب هو نتيجة له وأنت من يتحكم بها، لا تسمح
لنفسك بالتعبير عن غضبك بطريقة تؤذيك وتؤذي من
حولك وحاول أن تتعلم كيف تعبر عنه بطريقة فعالة
تصحح من الموقف بدلًا من جعله أشنع.
صن لسانك،
قد نميل في التعبير عن الغضب لاستخدام ألفاظ سوقية
وعبارات جاحدة تزيد من حدة موقف الطرف الآخر لذا
تعلم كيف تصيغ مفرداتك الغاضبة بعتب المحب
وانتقاداتك اللاذعة بلسان المهتم، فتُبقي على
المودة وتبقى سليم الصدر.