أن تسبح مستلقيًا على ظهرك ?

مساء الخير <<الإسم الأول>>

يتطلب الكثير من الشجاعة للمرء لأن يصل إلى القدرة على طي الصفحات في حياته. المضي قدمًا بدون أدنى شك أنه أصعب بكثير على النفس البشرية من النظر للخلف والتحسر على الماضي. أن تمضي دون أن تلتفت للخلف يعني بأن القادم أجمل كمفهوم مترسخ في أعماقك.

هنا تدوينة النشرة الحصرية كل أسبوع.

«أن تسبح مستلقيًا على ظهركــــ» | يكتبها (يعرب) في الاتساع الروحي

خلال الأيام الماضية وفي نقاش مع أحد الأصدقاء المقربين، ظهر لي مشهد قديم مشترك بيننا ويعبر عن تجربة غير جيدة. تعريف أن تكون تجربة جيدة أو غير جيدة قد يكون نسبي للمرحلة التي تعيشها في تلك الحقبة ونسبي أيضًا بين الأفراد على اختلاف تجاربهم، ولكن المهم أن التجربة التي استعدتها خلال حديثي معه كانت "غير جيدة". وخلال تعليقي عليها لاحظت أنني لازلت اشعر بالغضب تجاه الموقف وهو موقف قد مر عليه لا يقل عن ٧ سنوات. السؤال الذي ظهر معي بشكل واضح لماذا لازلت اشعر وأنا كنت أظن أنني عفوت وأغلقت الصفحة ولا أحمل في داخلي تجاه الموقف إلا الحياد. وهنا بدأ عقلي بجمع المعلومات والتفاصيل وتقارير السنوية وتم جرد الذكريات كاملة للوصول لنتيجة تبرر لماذا لازلت غاضبًا من هذا الموقف، وبحثي ليس لأن الموقف مهم أو أن ردة فعلي تجاه غير مبررة، ولكن لفهم نفسي أكثر وتفاعلاتها المستمرة تجاه الأحداث. ماحصلت عليه من نتيجة أرجح صحتها هي أن معالجة المواقف التي تحمل مشاعر متدنية مثل الغضب، العار، الذنب، الخوف وغيرها، يتم على مرحلتين منفصلة عن بعض بشكل كامل تمامًا. فهنالك معالجة منطقية ذهنية للموقف، فقد تستطيع إيجاد تفسير منطقي يبرر للآخر سلوكه تجاهك ومن خلال هذا التبرير المنطقي قد تتقبل الموقف وتسامحه وتمضي قدمًا، ولكن. ما غاب عني هو أن هذه المعالجة الذهنية ليست نهاية المطاف، ولكن هناك عالم آخر وهو عالم شعوري لا يتفاعل مع أدوات العالم الذهني والتي عادةً تكون المنطق والتحليل والاستنتاج. فالعالم الشعوري هو عالم غير منطقي تمامًا ويحمل أحقية وجودة وتأثيره على واقعك كما يحمل عقلك بالضبط وقد يكون أعظم في بعض الأحيان. فما توقعت أنني عالجته خلال ال٧ سنوات كانت معالجة ذهنية، منطقية فقط. وهنا بحثت عن طرق المعالجة الشعورية ووجدت الكثير من الطرق التي يطول الحديث عنها أو قد اتحدث عنها في مواقف أخرى. المثير للإهتمام هو عندما لاحظت هذه النقطة وعالجتها شعوريًا، كانت ردة فعلي عند استعادة الموقف مختلفة تمامًا. كان القبول الحقيقي هو ما أشعر به، والحياد الشعوري والتفهم المنقطع النظير.

ومن هذا المنطلق سألت نفسي، ماذا لو استطعت أن أعالج ما أعيشه بشكل كامل، ماذا لو كُنت في حالة تقبل مستمر للحياة وتقلباتها، كيف ستكون حياتي ورؤيتي تجاه الوجود؟. وهنا تذكرت مقولة لنفس الصديق الذي بدأت في هذه التدوينة عن القبول المطلق للحياة، كان يصف حالة القبول المطلق بالسباحة على ظهرك. السباحة على ظهرك كمفهوم مجازي هي أعظم وصف للتوكل الحق والاستلام والتسليم لكل ما أتى وسيأتي. ومن هذه اللحظة وأنا أطمح للسباحة على ظهري على سطح الحياة.

شاركنا تعليقك من هُنا

نشارك مع القُراء مقالةً منشورةً في منصتنا.

عندما نشارك العواطف والحكايا والنوايا، نرتبط مع الآخر من خلالها، فنتعارف ونتبادل الاهتمامات. وكما ننجذب لما يروق لذائقتنا، نجد أنفسنا ننجذب أيضاً لما نعلم عن أحد المقربين حبه له، فنشاركه ذلك. ولا يعني هذا الانجذاب انسلاخاً عن الذات، بل نحب لأن الآخر يحب. فهذا الانجذاب يشكّل امتداداً للعاطفة الأولى نحو من نحب، ولا يؤدي بالضرورة إلى تعدد الاهتمامات بشكل مباشر.

من خلال هذه المشاركة، تتسع مداركنا، فنكتشف الكثير مما لم يكن ليجذبنا معرفته من قبل. وهكذا، نتشارك الحب والجمال والمعرفة والحياة.

الحب بين مفهومين:

عند قراءتي لكتاب قلق السعي للمكانة، لفتني شرح الفيلسوف آلان دو بوتون للحب، إذ وجدت فيه تفسيراً لما وصفته سابقاً بـ”الغريب”، وهو تسخيف الآخر. فقد كنت أؤمن أن العلاقات تبادلية، نتشارك فيها القيمة، وهو ما أوضحه دو بوتون حين وصف الحب بأنه: “نوع من الاحترام، حساسية من جانب شخص نحو وجود شخص آخر.” ثم أضاف: “إن معنى إبداء الحب لنا أن نشعر أننا محط انشغال وعناية: حضورنا ملاحظ، اسمنا مسجل، آراؤنا يُنصت إليها، عيوبنا تُقابل بالتساهل، وحاجاتنا مُلباة. وفي ظل تلك الرعاية ننتعش ونزدهر.”ثم انتقل لشرح مفهوم الحب المعتمد على المكانة، الذي يُعد محور الكتاب، فقال: “إن من يمنحونا إياه غالباً ما يحملون قيمة ثانوية.” وهنا يكمن الفرق بوضوح! ففي الحب الأول، لكلانا قيمة أساسية.

شهد عبدالله

المزيد من مقالة (الحب حيوات متعددة)

بدعم من

نشارك مقطوعة مميزة كل أسبوع.

4 Pieces by Ludovico Einaudi | Relaxing Piano

Spotify & YouTube

لأن نشرة حين أصبحت جزء من أسبوعك يسعدنا أن تكون جزء منها أيضًا وتشارك بصناعة النشرة 😍

شاركنا توصياتك لـ( فيلم، موسيقا، كتاب، مقالات…الخ) وأشرح لنا في سطورٍ موجزة ومعبرة عن سبب إعجابك به اضغط هنا للمشاركة

نترجم نصًا كل أسبوع من مقالة منشورة في الفضاء.

"أربع قواعد أساسية للغباء الإنساني" (يترجم النص يعرب)

في عام (1979) كتب البروفيسور الإيطالي (كارلو سيبولا) بحثًا يصل إلى (60) صفحة يوضح فيه مفهوم الغباء الإنساني وقسّم سلوكيات البشر إلى أربع قواعد أساسية تستطيع من خلالها فهم ما هو الغباء وكيف تكتشف السلوك الغبي من حولك وتحاول ألا تقع فيه.

قبل البدء في تفصيل القواعد الأربع، يجب أن تعرف أن الغباء يعد تهديدًا للبشرية كالوباء وتكمن خطورته في أنه منتشر في الغالبية العظمى من البشر. ومع هذا فإن الغباء لا تربطه علاقة أبدًا بالحالة التعليمية أو الطبقة الاقتصادية أو المكانة الاجتماعية. هو حالة قد يعاني منها بروفيسور قدم الكثير من الأبحاث العملية وله مكانة مرموقة، فلا يقتصر كما نتوقع على الأشخاص غير المتعلمين.

دعنا ننغمس في النظرية من خلال تعريف الغباء:

"هو كل فعل مؤذي للآخر دون أى مكاسب شخصية"

قسم البروفيسور (كارلو سيبولا) سلوكيات البشر إلى أربعة أقسام:

١- الأشخاص الأذكياء

هم الأشخاص الذين يعملون لمصالحهم الشخصية مع الأخذ بعين الإعتبار مصلحة الآخرين. فهم دائمًا يريدون أن يشملوا الآخرين في نجاحاتهم الشخصية، ولهذا يكون لهم مكانة جيدة بالمجتمع.

٢- الأشخاص قليلو الحيلة

هم الأشخاص الذين يقومون بتعظيم مصلحة الآخرين دون فائدة يجنونها لهم شخصيًا. لذلك عادةً يقومون بأعمال مساعدة في المجتمع أكثر من أن يكونوا مبادرين بأعمال خاصة بهم.

٣- اللصوص أو قطاع الطرق

هم الأشخاص الذين يؤذون الآخرين لكسب مصالح شخصية. وعلى الرغم من كونهم مجرمين، إلا أن هؤلاء قد يقومون بأعمال جيدة للمجتمع عند رؤية الصورة الكبيرة.

٤- الأشخاص الأغبياء

هم أسوأ الأشخاص على الإطلاق، أسوأ من المجرمين وخطيرون جدًا. وهذا يعود لكونهم كائنات مؤذية للآخرين دون مكاسب شخصية لهم ولا للمجتمع. فالغباء سلوك خطير جدًا كونه غير متوقع ولا يحمل هدف سوى الإيذاء.