جميع الحقوق محفوظة لقوثاما 2025

الإنسان وتعدد الخيارات، أطلق رصاصة الرحمة!
5 كانون الثاني
النفس والعاطفة

الإنسان وتعدد الخيارات، أطلق رصاصة الرحمة!

5 كانون الثاني

|

النفس والعاطفة

كن رحيماً بنفسك و أطلق رصاصة الرحمة لخياراتك الأخرى،

يعيش الإنسان يومياً في رحلة من الآف الخيارات اليومية وينبغي عليه الاختيار.

 للرحلة صعوباتها حيث أنه عندما تقوم بإختيار فإنك بالضرورة تقتل الخيارات الاخرى، و لا تكمن الصعوبة ها هنا، بل الصعوبة في أن نختار خيار واحد، و لكن نتشبث في بقية الاختيارات الاخرى؛ و لتشبثنا في الخيارات الاخرى دوافع سأتحدث عنها …

دعونا نبدأ بمبدأ من أعظم مبادئ الاقتصاد التي درستها في فصول الدراسة بالجامعة، مبدأ قام بتعليمي إياه دكتور أحدودب ظهره، وابيض شعره، وتثاقلت خطاه في تدريس هذا العلم العظيم المبدأ، وهذا سيسهل لنا حل جزء من لغز تشبثنا بالخيارات الأخرى، و هو:

مبدأ تكلفة الفرصة البديلة Opportunity cost

ويعنيه؛ أن كل اختيار تقوم بإختياره يقابله اختيار لم تقم بإختياره، ولأن المشكلة الأساسية للاقتصاد هي الندرة؛ لأن هنالك شعور دائم بالقلق إزاء الاستخدام الأمثل لهذه الموارد الشحيحة وتوزيعها، تجدنا نحاول اتخاذ القرار الأمثل لاستخدام الموارد و اختيار أمثل الخيارات وذلك بسبب الحاجة دائمًا للتضحية بعوائد أحد الخيارات الاخرى لتحقيق العائد البديل الذي تمَّ اختياره، مبدأ تكلفة الفرصة البديلة كان سيفًا ذا حدين، حيث أنه يقع خلف اختيارانا لإختيارات جيدة بمقارنة تكاليف الفرص و اختيار امثلها و لكن في الجانب الاخرى جعلنا أكثر وعي بمزايا و بريق الخيارات الآخرى مما جعلنا نتشبث بها و يصبح قرار التخلي أكثر صعوبة.

الحرية تفرض علينا الاختيار بالضرورة 

لأن   الله   أوجدنا   أحرار   طبيعة   الحياة   تستلزم   منا   مسألة   الاختيار

و كما ذكرتُ آنفا سيكون لدينا اختيار واحد، و نضطر لقتل بقية الخيارات وهذه هي الحالة الطبيعية لاستمرار الحياة بشكل جيد، و هذه الحالة تعزز لدى الشخص ما يسمى بـ “الالتزام”؛ أي انني قمت بإختيار واحد و قمت بقتل بقية الخيارات الاخرى مما يعني أنني ملتزم تجاه هذا الاختيار و سأعطيه الجهد و الوقت لأحقق فيه النتائج، و لكن يا ترى ماذا نفعل نحن؟

صحيح أننا نقوم بالإختيار و لكن تجدنا نقوم بالتشبث ببقية الخيارات و ذلك نابع من خوف لدينا أن نضع كل الأمل في خيار واحد و اعتقادنا في جعل اغلب الخيارات متاحة يعطينا فرصة أكبر و هو اعتقاد زائف للأسف حيث أننا لن نستطيع الاستثمار في أي اختيار بالقدر الكافي الذي يضمن نجاحه. 

التشبث بالخيارات عادة طفولية أصيلة

عندما كنا أطفال كنا نريد كل الحلويات في السوبر ماركت و نريد كل الألعاب التي في أيدي الأطفال، و كان لدينا مزيج بين استحقاقية عالية و حالة من التشبث في الخيارات فيقوم الطفل ابتداءً بطلب كل الحلويات و لكن مع ضغط الاسرة يرضخ لاختيار واحد فقط و لكن تجد أنه يبكي عند التخلي عن اختياراته من الحلويات الاخرى،

لا   يزال   امتداد   التشبث   بالخيارات   لدينا.

التخلي من أكبر تحديات العصر

في ظل عالم من الخيارات اللامحدودة سيكون للتخلي دور كبير في صحتنا النفسية و إنتاجيتنا و نمونا على الصعيد الشخصي و المهني ، اصبحنا نعيش في الآف الخيارات من الوجبات و المشروبات و الكتب و الأشخاص و العديد من الأشياء بل أن التحدي الأكبر أن هذا التنوع من الخيارات قد يكون موجود منذ القدم و لكن لم يكن لديك الوصول له و لكن الان تستطيع الوصول لكل شيء تقريباً و تقارن بآلاف الخيارات بل أن هنالك العديد من النماذج التجارية قائمة على مقارنة الخيارات مما صعب علينا مهمة الاختيار من حيث اعتقدوا أنهم سهلوا علينا المهمة .

ختاماً 

حياتنا أصبحت أكثر سهولة و يسر من حيث العيش و لكن عدد الخيارات اللانهائية يجعلنا أمام شلل في عملية الاختيار.

كن أكثر شجاعة

و تبنى   الاختيار   الذي   يتوافق   مع    قيمك    و توجهاتك    و أطلق   رصاصة   الرحمة   تجاه    الخيارات    الاخرى..

10
0
اشتراك
تنبيه
guest

2 تعليق
الأقدم
الأحدث
Inline Feedbacks
عرض جميع التعليقات

مقالات مُقترحة

عدّة أوجه لعملة واحدة
20 آب

|

النفس والعاطفة
وقت القراءة: 5 دقائق
أنت تراني إذًا أنا موجود
29 أيلول

|

النفس والعاطفة
وقت القراءة: 8 دقائق
بواعث الخيال والواقع، الرابط بين الخيال والسعادة
29 تشرين الثاني

|

النفس والعاطفة
وقت القراءة: 3 دقائق

عازف الموسيقى: %s

اشترك في نشرتنا البريدية

نشرة تصدر من قوثاما لتعرف عنا أكثر، عما نخطط له، وعما يدور في وجداننا.

كل أربعاء عند الساعة ٨:٠٠ مساءً