أما ظهور روحك الأولى في المدينة قد يثير علامات التعجب لدى الآخرين فيعتقدون أن غضبك أحيانًا عائد لعِرقك الذي لا يطيق الصبر وأحيانًا يفهمون هدوءك ضعفًا، أنت غير قابل للتوقع في المدينة فمليون موقف وكلمة قد يحتاجا لمليوني تبرير بمليار من الكلمات التي لا تنتمي للهجة واحدة وقد تترجم للغة أو لغتين أو أكثر. مع ذلك يتسنى لك أن تكون أنت، وقتك، وطعامك ومساءاتك تحكمها الأنا والرغبة، كما أن قول كلمة «لا» يتطور بتطور مجابهتك لأهل المدينة، ربما يثير الكرم، والمروءة رغبتك في تجنب صد طلبات من حولك، ومع ذلك تتعلم في نهاية الأمر أنهم سيحترمونك مع اللاءات أكثر.
تناقض مدهش يتطلب منك أن تطوّر نسخة جديدة منك تجابه فيها فريقين متناقضين فالـ «لاء» في المدينة تحفظ لك احترامك في أحيان كثيرة بينما الـ «نعم» في القرية ترفعك لقمة الهرم، وهكذا كلما اعتدت على مكان ما صعب التعايش في مكانين بشكل كلي لتتخلى بمرور الزمن بالأكثر عن طرف واحد أكثر من الآخر، فأن تكون هُنا وهناك، يتطلب منك هذا صراعات داخلية لا تنتهي إلا بتطوير مزيج من الشيئين مع عاطفة أقوى في تفهم الجميع واتخاذ قرارات مرنة لا تتأثر بصفعات أهل القرية أو نظرات أهل المدينة.
المزيد من هذه المقالة