نشرنا مقالةً بديعةً بعنوان «عرائس البراتز أم هوية الجمال الحديثة»، تتحدث فيها الكاتبة هيڤي عمار عن الدمية والدور الذي تلعبه في حياة العديدات، وكيف أن هذه العرائس تخرج عن كونها لعبة حتى باتت كل امرأة تتمنى لو تكون مثل «براتز» أو «باربي»، نقتطف جزءًا منها.
قد نتساءل لو أن الأهالي عبَّروا عن أسفهم اتجاه «فلة»؛ لكان السياق الثقافي مختلفًا. كان من الممكن أن نمتلك دُمًى تمتلك سحنة شمس بشعرٍ أجعدٍ أو أسود أو أحمر كلون الحناء، مما يميز الجزيرة العربية؛ أعين واسعة بنية أو سوداء وأوصافًا معبرة عن الصحراء والبادية أو الجبال أو التنوع العرقي في الشرق الأوسط على أقل تقدير. إلا أن فلة لا تشبه شيئًا من المنطقة التي عشنا بها. وأصرح بهذا لواقع كفتاة من عرق مختلف عاشت في منطقة عربية جدًا.
امتلكتُ إحدى عرائس «البراتز» التي لا أزال أحتفظ بها؛ لأنها كانت أشبه بمفهوم الاختلاف لا الجمال؛ ولأنها متميزة لا لأنها جميلة بشكل خارق أو مفصلة بمثالية، بل لأنها تمتلك صفة أقرب للبشرية وهي الشخصية والقدرة على أن تكون في مكان خاطئ أو التصرف بطريقة غير صائبة دون عبء الخوف من الظهور بمظهر مثالي وممتاز.
إلا أن ما يحدث الآن هو انعكاس لخواء وخوف من الظهور بمنظر غير مثالي. فما قاد الدمى نحو التغيير تغير؛ ليصبح تغييرًا نحو نمط هوية جمالية خالصة، ليصبح تأثيرًا على الهوية الجمالية.