التعاطف هو القدرة على فهم عواطف الآخرين وهو أحد الأركان الأساسية للذكاء العاطفي فالأشخاص المتعاطفون بارعون في فهم أفكار ومشاعر وتجارب الآخرين والتعامل معها وعلى الرغم من كونها سمة إنسانية عميقة تميّز أصحابها وتمكنهم من تكوين اتصالات عاطفية عميقة إلا أن التعاطف المفرط قد يؤدي إلى الاكتئاب والقلق، وعدم القدرة على التركيز على احتياجاتك وأهدافك الخاصة.
وهذا ما يدعى بالتعاطف السام، المعروف أيضًا بمتلازمة فرط التعاطف وهو نوع من اضطراب التعاطف حيث يصعب على الفرد تنظيم مشاعره ويتعاطف مع الآخرين وكأن مشاعرهم هي مشاعره فتتغلب عليه تلك المشاعر للحد الذي قد تؤثر على صحته.
فيما يلي بعض العلامات التي قد تنبهك لإمكانية وقوعك ضحية "للتعاطف السام":
- تبرير السلوك السيء:
يساعدك التعاطف على تفسير المشاعر أو الظروف الخارجية التي تدفع الناس إلى التصرف بغضب فتتعامل معهم برفق وتتفهم وجود مؤثرات خارجية قد تكون سبب في مزاجهم الحاد، لكن التبرير المستمر لسلوك الآخرين قد يدفعهم لمواصلة هذا السلوك مما يؤدي إلى علاقات غير صحية على المدى الطويل.
- صعوبة قول "لا":
يجعلك التعاطف حساسًا لاحتياجات ورغبات الآخرين فتميل لتلبية متطلباتهم ورغباتهم حتى وإن كانت ثقيلة وصعبة الإنجاز، قول "نعم" يشعرك براحة لحظية عندما ترى السعادة أو الارتياح على وجوه الناس. لكنه سيجهدك وقد تتعرض للاستغلال النفسي والجسدي لعدم قدرتك على الرفض.
- التأثير الجسدي
يمكن أن يؤثر التعاطف المفرط جسديًا. إذا كنت تتحمل ضغوطات الآخرين، فإنك أيضًا تتحمل الآثار الجسدية الضارة لتلك الضغوطات مثل زيادة التهابات الجسم وتحفيز استجابة الكر والفر، مما يزيد من مستوى هرمون الإجهاد "كورتيزول" ويضر بالجهاز القلبي الوعائي