انتشرت مؤخرًا فكرة عن الكافيين على نطاق واسع بين المؤثرين عبر الإنترنت، تقول الفكرة أن تجنب تناول الكافيين لمدة 90 إلى 120 دقيقة بعد الاستيقاظ، سوف تبقيك متيقظ بطريقة طبيعية أكثر، وتمنع حالة الخمول البغيضة في فترة ما بعد الظهيرة، وستحصل على نوم أفضل.
المؤيدون لهذه الفكرة يتناقلونها كما لو أنها مدعومة بأدلة جيدة، والبعض ممن جربوا هذه الطريقة يقولون إنها "كانت نقطة تحول" لمستويات طاقتهم.
ولكن العلماء الذين يدرسون العلاقة بين الكافيين والنوم يقولون إنه في حين قد تكون هناك بعض الفوائد في تأخير القهوة الصباحية إلا أنه لا يوجد الكثير من البحوث لدعمها. بل قد تكون في بعض الحالات نصيحة كارثية، فقد تتغلب المخاطر المترتبة على تأخير جرعتك من الكافيين الصباحي على تلك الفوائد المزعومة.
كيف يعمل الكافيين وكم يستمر تأثيره ☕️؟
ينتج جسمك مادة كيميائية طوال اليوم تسمى الأدينوسين، التي ترتبط بمستقبلات في دماغك وتجعلك تشعر بالنعاس. يعمل الكافيين على تنبيهك من خلال منع تلك المستقبلات من الارتباط، كما قالت مارلين كورنيليس، وهي باحثة في مجال الكافيين في كلية الطب بجامعة نورث ويسترن.
ولكننا لا نشعر بالتأثيرات المنشطة للكافيين على الفور بعد أول جرعة من القهوة، لأن عملية امتصاص الكافيين تستغرق حوالي 20 إلى 30 دقيقة حتى تصل لمجرى دمك، ثم إلى دماغك.
وتضيف الدكتورة كورنليس أن أجسادنا تستجيب للكافيين بطرق مختلفة، فقد يتناول بعض الأشخاص جرعة قهوة صباحية واحدة ويستفيدون منها طوال اليوم، في حين أن آخرين قد يحتاجون لكوب آخر في غضون بضع ساعات، لإن أجسادهم تتخلص من الكافيين بشكل أسرع، لذلك لا وجود لتوقيت معين لتناول الكافيين.
فإذا كنت بحاجة إلى أن تكون متيقظًا في الصباح الباكر، فإن الكافيين قد ينقذك. أظهرت الأبحاث أن الكافيين يمكن أن يعزز الحدة العقلية والأداء البدني، خصوصًا للأشخاص الذين يقودون الشاحنات الثقيلة، وعمال الإطفاء الذين يعملون في ورديات ليلية، أو الجراحين الذين يحضرون للعمليات الصباحية المبكرة، تأخير تناول الكافيين لمثل هؤلاء الأشخاص "يمكن أن يكون نصيحة كارثية" كما وصف دكتور براغر.